آخر هزيمتين أمام البياسجي والريال أعادت برشلونة لواقعه المر
بنسبة تقترب كثيرا من 100 بالمائة سينهي نادي برشلونة الموسم الحالي دون التتويج بأي لقب فبعد الهزيمتين الأخيرتين أمام باريس سان جرمان بنتيجة (4-1) وريال مدريد (3-2) أقصي الفريق الكتالوني من ربع نهائي منافسة دوري أبطال أوروبا، وتبخر أي أمل في الحفاظ على لقب الدوري الإسباني بعدما توسع الفارق عن الغريم إلى 11 نقطة كاملة قبل نهاية "الليغا" بست جولات.
ورغم السقوط في هذين التحديين الفاصلين أمام باريس سان جرمان وريال مدريد إلا أنه حسب العديد من المصادر الإعلامية زادت نسبة بقاء تشافي مدربا لفريق برشلونة رغم أن صاحب 44 سنة سبق وأعلن بعد تلك الخسارة القاسية أمام فياريال بخماسية داخل الديار أنه سيغادر في 30 يونيو.
وسئل تشافي مرارا إن كان سيغير رأيه فكان يجيب دوما أنه لا ينوي ذلك، لكن الغريب أنه رغم أن الفريق يتجه لإنهاء الموسم دون أي تتويج تفيد تقارير أنه يفكر جديا في الاستمرار في حال قبلت الإدارة ببعض الشروط.
موسم سلبي لـ تشافي بعد تضييع لقب الدوري واستمرار المهازل قاريا
وكان نادي برشلونة قد توج بلقب الدوري الإسباني الموسم الماضي بعد فترة فراغ وتراجع محليا وقاريا ما جعل أسهم تشافي ترتفع بشكل كبير، لكن خلال هذه الحملة حدث سقوط حر بدليل أن الفارق عن الرائد ريال مدريد هو 11 نقطة قبل نهاية الموسم بست جولات، وبغض النظر عن أخطاء التحكيم لا يمكن الالتفاف على حقيقة أن مستوى الفريق تراجع بشكل مثير للقلق.وحتى التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ ثلاث سنوات ونصف لا يحجب واقع أن الفريق الكتالوني مازال بعيدا عن مستوى فرق النخبة حاليا في القارة العجوز.
هناك من يبالغ في تقدير التأهل أمام نابولي الذي يعاني الأمرين
وفي دوري أبطال أوروبا المنافسة التي تعد أهم محك لتحديد مدى تحسن وتطور الفرق تأهل نادي برشلونة هذا الموسم من دوري المجموعات في الصدارة بفارق الأهداف فقط عن بورتو وذلك بعد الفوز بأربع مباريات وهزيمتين أمام شاختار دونيتسك الأوكراني ورويال أنتويرب البلجيكي.وفي ثمن النهائي تأهل الفريق الكتالوني على حسب نابولي بعد التعادل ذهابا بهدف لهدف والفوز في الإياب بثلاثية لهدف، وهنا يجب الإقرار بأن الفريق الإيطالي الذي توج بلقب الدوري الموسم الماضي سقط سقوطا مدويا هذا الموسم بدليل أنه يحتل حاليا المركز الثمن، وبالتالي لا يبغي أن نبالغ في تقدير تخطي عقبة نابولي.
ويضاف إلى ذلك أن فريق برشلونة أقصى بشكل مخز من دور مجموعات دوري أبطال أوروبا في الموسمين السابقين، ولم يوفق حتى في الذهاب بعيدا في المنافسة الأقل قاريا أوروبا ليغ حين سقط أمام أينتراخت فرانكفورت الألماني، ثم أمام مانشستر يونايتد الموسم الماضي.
مدرب برشلونة لم يوفق في أغلب المنعرجات الحاسمة
وفي هذا الموسم الصفري بقيادة تشافي يجب وضع العاطفة جانبا ورؤية حقيقة أن القائد السابق الذي ساهم في إنجازات تاريخية كلاعب أخفق في غالبية المباريات المهمة والفاصلة، وبغض الطرف عن فضائح التحكيم لا بد من الإقرار بأن العديد من خيارات وتبديلات صاحب 44 سنة ساهمت في آخر نكستين أمام باريس سان جرمان وريال مدريد.كما أن مدرب برشلونة يتحمل مسئولية في الخسارة برباعية في نهائي السوبر أمام ريال مدريد الذي بالمناسبة فاز على الفريق الكتالوني في ثلاث مرات تواليا لأول مرة منذ 88 سنة.
ومن الأرقام السلبية التي ستسجل أيضا باسم تشافي المدرب هي أن فريق برشلونة خسر لأول مرة في هذا القرن لقاءي كلاسيكو في الدوري سجل فيهما أولا، ففي مرحلة الذهاب بادرت البارصا لهز الشباك لكن الغريم فاز بهدفين لهدف، وسهرة الأحد تقدم زملاء لمين جمال مرتين لكن فريق العاصمة من انتصر في النهاية بثلاثية لهدفين.
ولا بد من التذكير أيضا بأن نادي برشلونة أقصي من كأس الملك بعد الخسارة برباعية لهدفين أمام أتلتيك بيلباو
تحسن الفريق منذ إعلان تشافي الرحيل رافقته خيارات غير موفقة منه
واللافت أن نسبة مؤيدي فكرة بقاء تشافي زادت في الفترة الأخيرة بداعي أن مستوى الفريق تحسن منذ أن تحرر زملاء رافينيا بعد إعلان تشافي الرحيل إثر تلك الهزيمة بخماسية أمام فياريال، وهؤلاء يرون أنه لولا خطأ أراوخو الكارثي وطرده في لقاء باريس سان جرمان لوصل الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال وربما كان سيتأهل للنهائي.لكن هل يمكن أن نغفل أن إعلان تشافي في وقت سابق أنه سيغادر يعد في حد ذاته استسلاما للضغوط والمنتقدين، ومدرب بهذه العقلية لا يمكن أن يقود برشلونة لمستوى أعلى، وتأثره بهذه الضغوط غالبا من أسباب تغييراته غير الموفقة، فمثلا في لقاء البياسجي الأخير وإن كان طرد أراوخو ضربة قاضية لا يسأل عنها المدرب إلا أنه يلام مثلا عن إخراج لمين جمال الذي أظهر مجددا ما هو قادر عليه في الكلاسيكو الأخير، ولو لم يستبدل الجناح الشاب مبكرا أمام الفريق الفرنسي لكان ربما للقمة مسار آخر.
إدارة برشلونة تلعب على دعاية جلب غوارديولا أو أنريكي في 2025
ومن جهة أخرى من يسلم حاليا بأفضلية فكرة بقاء تشافي يفعل لأن العديد من التقارير تشير إلى أن إدارة برشلونة لم تجد مدربا مقنعا لها، أو لم تتوصل لاتفاق مع الكثير من الأسماء التي تم تداولها منذ أشهر على غرار هانسي فليك، توخيل، دي زيربي، ناغلسمان، أرتيتا وغيرهم.وما يسيل أكثر لعاب داعمي بقاء تشافي لموسم آخر هو الترويج لدعاية أن إدارة برشلونة تتمنى استمرار المدرب الحالي إلى غاية العام المقبل لعل بيب غوارديولا يغادر مانشستر سيتي ويقبل بالعودة للإشراف على العارضة الفنية لـ البارصا، كما أن سنة 2025 قد تشهد رحيل لويس أنريكي عن باريس سان جرمان وفي حال عدم الاتفاق مع "الفيلسوف" قد يتم اللجوء لمدرب منتخب إسبانيا السابق الذي قاد البارصا لآخر لقب قاري في 2015.
تخفيض سقف خليفة تشافي لترشيح ماركيز يخدم المدرب الحالي
والمثير للانتباه أيضا في سياق المرشحين لخلافة تشافي أن الإدارة خفضت عبر أذرعها الإعلامية سقف الطموح إلى رافاييل ماركيز المشرف حاليا على الرديف ما جعل الكثير من المناصرين يقعون في فخ دعاية أن إقناع تشافي بالعدول عن قرار المغادرة أفضل من تعيين المكسيكي.ومن جهة أخرى من الإيجابيات التي تحسب للمدرب الحالي أنه منح الفرصة الكافية للكثير من الشبان الذين أبهروا هذا الموسم وعلى رأسهم لمين جمال وكوبارسي، لكن هل هذا كاف لتبرير الموسم الصفري خصوصا بالنظر إلى أن التعداد بالموازاة مع ذلك ضم أصحاب خبرة مثل كانسيلو، جواو فيليكس، كريستنسن، غوندوغان، دي يونغ ليفاندوفسكي وغيرهم وهم نجوم المفروض المنافسة بهم في أعلى مستوى.
كابوس الإصابات ليس مبررا للموسم الفاشل وخطط المستقبل لا تطمئن
وجدير كذلك بالذكر أن كابوس الإصابات أثر على موسم برشلونة، فالغياب الطويل للموهبتين غافي وبالدي لا يمكن إغفاله، والإصابات المتكررة لأمثال بيدري، دي يونغ، كريستنسن وأراوخو عامل سلبي، لكن بشكل عام جل الفرق الكبيرة تعاني على مدار الموسم من هذا الشبح أو المشكل الذي يتعامل معه بشكل مثالي فقط المدربون الأكفاء جدا.وما يثير القلق أيضا في فكرة بقاء تشافي أنه يشترط تعزيز الصفوف بلاعبين يراهم مميزين وضروريين لرفع تنافسية الفريق، ويقال أنه يريد ضم ظهير، لاعب ارتكاز وجناح أيسر، لكن الأسماء المتداولة لا تبعث على التفاؤل والإطمئنان، فمثلا على مستوى الجناح قد يتم جلب لاعب مثل داني أولمو بعدما كان الحديث في وقت سابق عن أسماء رنانة على غرار رافاييل لياو وكفاراتسخيليا.